تحل على أمتنا العربية النازفة الذكرى الحادية عشرة لثورة أرض الشام المباركة، ومع كل ذكرى تمر ينبت جرح وتثمر زهرة تزرع فينا روح التحدي والصمود، وكل ما اشتد الظلام سواداً وقست حلكته كان ذلك مؤذنٌ بتباشير الفرج وانبلاج الصبح وولادة النور لا محالة.
النصر لن يأتي بغتة بين عشية وضحاها، ولنا في دروس التاريخ عظات وعبر، ولا بد للنصر من تضحيات جسام وفداءات عِظام، مصداقاً لما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي: وللحرية الحمراء بابٌ بكل يدٍ مضرجة يُدَقُّ وللمصادفة الجميلة أن قصيدة شوقي كانت مهداة لسوريا حينما كانت تواجه المحتل الفرنسي وتقاوم وحشيته وهمجيته المسطورة في كتب التاريخ الحديث وكان مطلعها: سلامٌ من صبا بَرَدى أرقُّ ودمع لا يُكفكف يا دمشقُ ومنها قوله رحمه الله: دم الثوار تعرفه فرنسا وتعلم أنه نور وحقُّ الشعوب الحرة لا تنسى من ساندها ووقف معها وخفف عنها،
ولا تنسى ولن تنسى من حاربها ومول قتلها وتشريدها وساند سفاحيها وقتلتها، فمنذ انطلاقة ثورات الربيع العربي كانت الإمارات صاحبة الموقف الأكثر رفضاً وتصلباً وجموداً وتعنتاً ضد الربيع العربي منذ انطلاق شرارته الأولى، على عكس السعودية التي أظهرت في البداية نوعاً من الحيادية التوجسية وخاصة في ما يتعلق بالربيع السوري والليبي، وإن تغير الموقف السعودي لاحقاً تبعاً للموقف الإماراتي.
لم تترك الإمارات جرحاً ولا دماً نازفاً في بيوت العرب إلا وساهمت في زيادة جريانه عوضاً عن ما كان مأمولاً منها لإيقاف النزيف والمساهمة في تخفيف الجراحات العربية المتكاثرة في أقطار الوطن العربي المترامي الاطراف.
واستقبالها اليوم وحفاوتها بسفاح العصر بشار الأسد الذي قتل وشرد وسجن وجوع الملايين من الشعب العربي السوري الكريم الحر بعد انشغال روسيا عنه في غزوها لأوكرانيا اليوم والعقوبات الهائلة المفروضة عليها ونبذ العالم له ما هي إلا إعادة تدوير فاشلة ومحاولة بائسة لكسر عزلة السفاح ستبوء عليهم بالبوار والخسران العظيم أمام الله ثم أمام الأمتين العربية والإسلامية.
نقلاً عن اللواء القطرية