أكاذيب وأحقاد.. في ذكرى غزو الكويت.

بمناسبة مرور ذكرى الغزو العراقي الأليمة على الكويت والأمتين العربية والإسلامية، وفي كل ذكرى يردد بعض المغرضين المناوئين للإسلاميين أكاذيب وافتراءات تأييد الإسلاميين للغزو وهذا كذب فاجر.

جميع تيارات الحركة الإسلامية أدانت الغزو العراقي للكويت واعتبرتها عدواناً وجريمة كبرى بحق الكويت والامتين العربية والإسلامية، وطالبوا العراق بالانسحاب والخروج من الكويت فوراً ودون شروط، وأرسلت الحركة الإسلامية وفداً رفيع المستوى بقيادة المهندس الملياردير يوسف ندا مفوض العلاقات الخارجية للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين وقتها لمحاولة إقناع صدام حسين بالخروج من الكويت، وقد ذكر المهندس ندا تفاصيل هذه الزيارة بالوثائق والصور في مذكراته المنشورة باسم “من داخل الإخوان المسلمين.. يوسف ندا مع دوجلاس تومسون”.

حركة الإخوان في مصر أصدرت بيان إدانة الغزو من اليوم الأول.

وحركة حماس رفضت الغزو وأدانته بأشد عبارات الإدانة.

والحركة الإسلامية في اليمن أدانت الغزو وشكلت “لجنة مناصرة الشعب الكويتي ضد العدوان العراقي” قادها وشكلها في ذلك الوقت الشيخين عبد الله الأحمر وعبد المجيد الزنداني.

وحتى الحركة الإسلامية في الأردن والسودان أدانوا الغزو من اليوم الأول، وصدور بعض التصريحات الغاضبة لاحقاً من بعض القيادات الإسلامية من كلا البلدين لم يكن تعبيراً عن تأييد الغزو بل كان محصوراً في إطار ردات الفعل الساخطة والغاضبة على رفض السعودية والكويت للحلول العربية والإسلامية واستجداء التدخل الخارجي من الغرب الذي لم يكن يخفي أطماعه في المنطقة العربية وثروات شعوبها.

جميع تيارات الحركة الإسلامية التي رفضت الغزو رفضت أيضاً محاولات التدخل الخارجي واستجداء الغرب، وطالبوا بالحل الداخلي والحل العربي العربي والحل الإسلامي؛ خشية وقوع الكثير من المشكلات والعواقب التي لا حصر لها، واستحالة الخروج منها إلا بتكلفة باهظة جداً تدفع فاتورتها المنطقة لأجيال متعاقبة، وعلى رأسها الاحتلال العسكري الغربي وهو ما حدث فعلاً وما تعانيه الأمة إلى اليوم.

الانتهازيون المتصيدون في الماء العكر من عبيد الأنظمة وعلمنجية الحكام الكارهين للتدين المتتبعين للإسلاميين على كل زلة وعثرة الذين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة انتهزوا حجة رفض الإسلاميين للتدخلات الخارجية والحلول المستوردة وقاموا بالقفز عليها بكل خسة وخبث لأجل ليّ عنق الحقيقة وتبديل الرواية ليُظهروا رفض الإسلاميين للتدخلات الأمريكية والغربية بصورة وكأنها تأييداً للغزو العراقي!! وهذا كذب رخيص وفجور صارخ ودجل واضح وتزوير وقلب للحقائق وتلاعب قذر بالوقائع والاحداث.

موقف الإسلاميين واضح ولا يشوبه شائبة، فهم أشد الناس رفضاً للظلم والعدوان، وهم أكثر الناس رحمة وحرصاً على مصالح أوطانهم وأمتهم العربية والإسلامية، أما أكاذيب خصومهم وأحقاد مناوئيهم فلا تنطلي إلا على حاقد أو جاهل.

حول الكاتب

وسام العامري