مجلس رئاسي جديد وآمال اليمنيين المهدورة

لم يعد اليمنيون في الداخل والشتات يعقدون الآمال كثيراً على أي تغيير يحدث في المشهد اليمني فبعد سنوات عجاف من الانهاك المستمر لمواطني اليمن في الداخل والخارج أصبح اليأس والسخرية من بؤس الواقع هو سيد المشهد، والتغييرات ليست إلا تحصيل حاصل ومجرد تشكيلات لا تغني ولا تسمن من جوع، والمزيد من الوعود لا تجلب إلا مزيداً من السخرية والتندر، فالشرعية المتمثله في عبد ربه ونائبه علي محسن الأحمر والفريق الذي معهم تم إسقاطهم وإزاحتهم من المشهد بصورة غامضة وغير مبهمة ودون تفسير واضح، مع ان عبد ربه رغم مساوئه وسلبياته الكثيرة ظل لسنوات في نظر اليمنيين هو الاستحقاق الوحيد الذي خرج به الشعب اليمني من ثورة فبراير 2011م ومع ذلك تم إسقاطه وإزاحته من المشهد ولا إجابات واضحة ومقنعة. المجلس الرئاسي المعين البديل مفخخ ومليئ بالتناقضات والالغام التي قد تنفجر في أي وقت، وطريقة تشكيله تدعو للتشاؤم أكثر منه إلى التفاؤل، ويصعب التنبؤ وتوقع ماذا سيسفر عنه هذا المجلس من أعمال وتغيير في الداخل وكيف سيواجه الحوثي،

ولو أن بعض أعضائه حاولوا الخروج بتصريحات هادئة لطمئنة الشارع اليمني والتخفيف من قلقه واضطرابه والتيه الذي يعانيه من سنوات، لكن التاريخ القريب لبعض هؤلاء الأفراد لا يزال حاضراً في وعي وأذهان اليمنيين بقوة، ولا تزال تطرح الكثير من علامات الاستفهام التي تنتظر الإجابة، وخاصة أن إسقاط هادي وإزاحته وتشكيل هذا المجلس يأتي بعد إنقلاب تونس مباشرة وكأن المسألة فيها تصفية لآخر استحقاقات الشعوب من الربيع العربي.

اليمن تشهد اليوم مجاعة لم تعرفها منذ قرون، وما الصور المؤلمة للأطفال الجياع عنا ببعيد، وتوحش الجوع وضراوته يزداد مع مرور الوقت وإطالة أمد الحرب وقد يتضاعف على اليمنيين مع تداعيات حرب روسيا على أوكرانيا لكونهما الأكثر تصديراً لحبوب القمح في العالم، وتعز حاضنة ثورة فبراير ومهد انطلاقته لا تزال محاصرة حتى اليوم وهي المدينة الأكثر فقراً وجوعاً والأعلى في الكثافة السكانية على مستوى الجمهورية، ولا يوجد لليمنيين ما يخسروه بعد تجويع أطفالهم ومقتل أكثر من نصف مليون إنسان في هذه الحرب على مدى السنوات الماضية إلا بإعادة الزخم الثوري للشارع ورفع صوته ومطالبته لاستعادة حقوقه مجدداً فالحقوق تنتزع ولا تمنح، وكما قال الثائر والمفكر الإسلامي الأمريكي الراحل مالكوم إكس: ( علمتني الحياة أنك لن تحصل على حقوقك إلا برفع صوتك وإحداث بعض الضجيج ).

نقلاً عن اللواء القطرية

حول الكاتب

وسام العامري